{الم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2)}{الم تِلْكَ ءايات الكتاب الحكيم} أي ذي الحكمة، ووصف الكتاب بذلك عند بعض المغاربة مجاز لأن الوصف بذلك للتملك وهو لا يملك الحكمة بل يشتمل عليها ويتضمنها فلأجل ذلك وصف بالحكيم عنى ذي الحكمة، واستظهر الطيبي أنه على ذلك من الاستعارة المكنية. والحق أنه من باب {عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} [الحاقة: 21] على حد لابن وتامر.نعم يجوز أن يكون هناك استعارة بالكناية أي الناطق بالحكمة كالحي، ويجوز أن يكون الحكيم من صفاته عز وجل ووصف الكتاب به من باب الإسناد المجازي فإنه منه سبحانه بدًا، وقد يوصف الشيء بصفة مبدئه كما في قول الأعشى:وغريبة تأتي الملوك حكيمة *** قد قلتها ليقال من ذا قالهاوأن يكون الأصل الحكيم منزله أو قائله فحذف المضاف إلى الضمير المجرور وأقيم المضاف إليه مقامه فانقلب مرفوعًا ثم استكن في الصفة المشبهة. وأن يكون {الحكيم} فعيلًا عنى مفعل كما قالوا: عقدت العسل فهو عقيد أي معقد وهذا قليل، وقيل: هو عنى حاكم، وتمام الكلام في هذه الآية قد تقدم في الكلام على نظيرها.